الحياة في تركيا 2021 ايجابياتها وسلبياتها و 9 نصائح للعيش فيها
كيف يبدو وجه الحياة في تركيا؟ من مقولة أورهان باموق نقتبس “الحياة لا يمكن أن تكون بهذا السوء، أعتقد من وقت لآخر أنه مهما حدث، فيمكنك المشي دائما لمسافات طويلة على طول مضيق البوسفور”.
يحلم الكثير من الناس بالعيش في تركيا، ويرغبون بمتابعة حياتهم فيها نظرا لما تمتعت به هذه الدولة من بريق على مرّ عصور التاريخ.
إنّ ملامح القرن الحالي منحت وجه الحياة التركي المزيد من الشباب والتقدم والكثير من المزايا حيث تفوقت بذلك على المساوئ والعيوب. شَرط وجود الرغبة والحب للمكان الذي نود العيش فيه.
طبيعة الحياة في تركيا

لعل من أبرز ملامح العيش في تركيا والتي لمسها كل مقيم في أراضيها، هي خلوها من التعقيد، إذ يشتهر شعبها بنظامه المعيشي البسيط، الذي يفرض جوّا من السلام والطمأنينه.
هذا ما كان له الأثر الإيجابي على المؤسسات الرسمية التعليمية والصحية والخدمية بشكل عام، كما يُلمس ذلك بشكل واضح في طريقة اللِّباس والمأكل. فلا وجود لفوارق طبقية واضحة فيما بينهم.
إنّ الكثير من المقومات النهضوية التي قام عليها التقدم الحضاري في الدول الغربية، كانت حاضرة بقوة في الأرض التركية نظرًا للقرب الجغرافي منها.
كما أنّ طبيعة الحياة الثقافية الاجتماعية والدينية التي تتشاركها مع المجتمعات العربية، كانت عامل الجذب الأقوى لكل عربي.
تتميز تركيا بأنها بلد سياحي استثماري، حيث ما زال الآلاف يقصدونها لتنمية مشاريعهم وللتنعُّم بالمعالم السياحية والأثرية فيها.
الكثير من النشاطات الترفيهية تقدمها تركيا لزائريها، حيث تجد الكثير من حدائق الحيوان ومنتزهات ومسارح وصالات ألعاب.
أسواق قديمة الطراز ومطاعم ومأكولات بحرية فاخرة. الآثار التي تقف شامخة منذ العصر البيزنطي، كل هذا يشهد على تاريخ هذا البلد العريق، ويعطي فكرة واضحة عن أسلوب الحياة فيه.
إيجابيات الحياة في تركيا
الكثير من الإيجابيات التي تٌحسب لتركيا كانت العامل الأكبر في جعلها دولة مستقطبة للأجانب من جميع الجنسيات، ومن أبرزها:
الطبيعة الأخاذة
تعتبر تركيا شبه جزيرة تحيط بها مجموعة من البحار التي تصافحها من ثلاثة أوجه، المتوسط في الجنوب، إيجه في الغرب ومن شمالها البحر الأسود، ولا ننسى إطلالتها الساحرة من الشمال الغربي على بحر مرمرة.
فيما تتشكل معظم أراضيها من سهول، ويتدفق فيها العديد من الينابيع وعدد كبير من الشلالات. أجملها كورشونولو الذي يبعد 20 كم عن أنطاليا.
كل ما سبق منح تركيا المناخ المتوسطي الدافئ والرطب، مما جعل منها وجهة سياحية ساحرة في كافة فصول السنة.
الاقتصاد في تركيا
فيما تأثرت الكثير من الدول في السنوات الأخيرة من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي حكمت العالم، كانت الحياة الاقتصادية في تركيا تعيش نوعًا من الإستقرار.
إن تنوع مجالات الاستثمار في تركيا سواء الصناعية والزراعية والعقارية، أعطى الفرصة لنمو عجلة الاقتصاد التركي، وحقّق نهضة اقتصادية شاملة الأركان.
حسب آخر تقارير الاستطلاع فقد سجل نمو الاقتصاد التركي نسبة 1.8 بالمئة زيادة عن العام المنصرم، ليأتي ضمن لائحة أفضل الاقتصادات حول العالم والتي تفادَت انكماشًا وسط جائحة كورونا.
هذا وقد حلّ الاقتصاد التركي في المرتبة الثانية في مؤشرات النمو بين بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنموي.
فرص العمل في تركيا
إن النمو الاقتصادي المتحقق في تركيا حمل معه المزيد من فرص العمل، خاصة مع تعدد أنواع الإستثمار واستقطاب الشركات المتعددة الجنسيات في أراضيها.
الكثير من الوظائف في تركيا تشترط إتقان اللغة التركية، وهذا ما عليك فعله بداية كي تحظى بفرص عمل حقيقية وبمردود مالي جيد.
سهولة الإجراءات المتعلقة بالإقامة في تركيا
عملت تركيا على تسهيل إجراءات الإقامة والحياة في تركيا، خاصة للعرب، حيث عملت مؤخرًا على تعديل بعض الاجراءات القانونية.
تكفل هذه القوانين حق الحصول على الجنسية التركية شرط وجود عقد عمل لأكثر من خمس سنوات في البلاد.
كما اشترطت هذه القوانين أن تكون زيارتك لبلدك الأم لا تتجاوز 5 مرات في السنين الخمس كاملة.
الحياة في تركيا وتقديم الرعاية الصحية
الكثير من المساعدات الطبية المجانية التي منحتها الحكومة التركية للأجانب المقيمين فيها، منها العمليات الجراحية وعمليات الولادة.
بالإضافة إلى وجود العديد من المراكز الطبية التي تقدم الخدمات الصحية بسعر مخفّض، ومنها عيادات خاصة للعرب.
أمّا في حال كنت تبحث عن أفضل مراكز التجميل للقيام بتجديد المظهر الخاص بك. يمنكك ذلك بكل سهولة مع مراكز التجميل، التي ذاع صيتها في العالم ونافست على ذلك عالميّا.
القوانين التركية المنظمة للحياة في تركيا
الكثير من المساءلات القانونية تعرَّض لها المتعدِّين على الحقوق. حيث سنّت الحكومة الكثير من القوانين العادلة التي ضمنت بها حقوق مواطنيها والمقيمين فيها من كافة الجنسيات، وضمنت الاستقرار والأمن.
لن ننسى أيضًا أن القوانين التي أصدرت من أجل تشجيع الاستثمار كان لها الأثر الإيجابي على الحياة الاقتصادية في تركيا.
تكاليف المعيشة
قد لا تعتبر تكاليف المعيشة رخيصة في المدن السياحية الكبيرة، ولكن إن قمنا بمقارنتها مع بعض الدول العربية، مثل دول الخليج
سنجد أنها أقلّ ارتفاعًا بالأسعار.
في تركيا كي تضمن حياة كريمة لعائلتك، يكفي أن تكون موظّفا براتب متوسط، تستطيع من خلاله تأمين لوازم الحياة من مأكل وملبس وأجور سكن ونقل، وعلى العموم يقدَّر أجر العامل بحدِّه الأدنى بمقدار 2825 ليرة تركية.
الجدير بالذِّكر أنّ أنقرة وعلى الرغم من أنها العاصمة إلاّ أنها لا تعتمد على السياحة في الدّخل مما يجعلها أقل تكلفة من طرابزون أو بورصة واستانبول.
الحياة في تركيا والتعليم
هل تساءلت عن مستوى التعليم في تركيا؟ بالطبع إن أكثر الأمور التي تشغل بال الراغب بالإستقرار هو مستوى التعليم المتوفر، كي يضمن نجاحا له ولعائلته.
امتازت الدولة التركية بدعمها الكبير للتعلم، واعتمدت في جامعاتها معايير عالمية للقبول والتسجيل، هذا بالإضافة إلى تسهيل تكاليف الدراسة على الطلاب وتنوع المجالات التعليمية.
حازت الجامعات التركية العديد من الجوائز العلمية وبراءات الاختراع، وهذا ما ضمن لها المرتبة 18 بين دول العالم أجمع في البحث العلمي.
الكثير من اتفاقيات التبادل الثقافي مع 176 دولة، كانت كافية لدمج الحضارة التركية مع الحضارات العالمية، مما شكّل طابَعا مميزا للثقافة التركية.
سلبيات الحياة في تركيا
لا تخلو أي بلد من بعض السلبيات التي تواجه حالة المعيشة فيها. وفي تركيّا سنركز على سلبيتين هما الأكثر إزعاجًا للمقيمين فيها:
قلة الأمن
نظرًا لتواجد أعداد كبيرة من جنسيات مختلفة في الأحياء السكنية التركية، فكثيرًا ما يتعرض المرء لبعض السرقات أو التعرض لعنف، في حال المرور في مناطق معينة وفي أوقات متأخرة من الليل.
تحاول السلطات التركية تقديم المساعدة والعمل على تشديد الرقابة. كما توجد بعض المناطق السكنية مخدمة بلجان أمنية، مهمتها الحفاظ على سلامة المقيمين، ولكن عليك أن تعرف أن هذه المناطق أغلى سعرًا من غيرها.
اللغة التركية
إن الأتراك شعب عاشق لقوميته ولغته، وهذا شيئ جيد، ولكن هذا يعد أهم العيوب التي تواجه الحياة في تركيا.
نظرًا لأن اللغة التركية لا تعد من اللغات العالمية. ويتكلم بها الناس فقط في حين تواجدهم في الأراضي التركية، ما جعل الأتراك يعملون على حفظ لغتم من الاندثار، وذلك بإلزام المقيمين بالتحدث والتعامل عبرها.
لذا وجب على كل وافد جديد أن يقوم بتعلم اللغة التركية قبل أن يستقر فيها، ومن الممكن إتمام تعلمها فيما بعد، من خلال المعاهد المختصة المنتشرة بكثرة لتعلم التركية.
أفضل المدن للحياة في تركيا

تختلف أفضلية اختيار المدن حسب الغاية المنشودة للعيش فيها. فهناك من يفضل رَتْم الحياة السريع والنشاط القوي، وذلك لتنمية استثماره وتجارته، هناك أيضا الأشخاص الذين يودون بالعيش في مكان قصيِّ بعيدًا عن حركة الإزدحام، التي تشهدها بعض المناطق.
الحياة في استانبول
“القسطنطينية” المدينة التي شهرتها تسبقها، يقول نابليون “لو كانت الأرض دولة واحدة لكانت اسطنبول عاصمتها”.
مع عدد سكان يتجاوز 15 مليون نسمة، باتت استانبول واحدة من أهم مدن العالم، وواحدة من أقوى مراكز التجارة والصناعة والسياحة.
مدينة الفن والرياضة والترفيه والاقتصاد، تعد من أغلى المدن العالمية في مستويات المعيشة، حيث تحتاج العائلة لأكثر من 1500 دولار كي تؤمن احتياجها في الشهر.
شكّل مطار استانبول الجديد نقطة التقاء الشرق بالغرب، كما توزعت الجسور المعلّقة والأبينة الشاهقة في مختلف المناطق.
مما جعل المدينة العظيمة تتربع على عرش أفضل مكان للعيش والاستقرار في تركيا.
طرابزون
عروس الشمال التي تلَت استانبول من حيث أفضلية العيش. بوّابة الشّرق والغرب عبر البحر الأسود، والتي حملت على امتداد تاريخها العبَق التاريخي مرورا بالعصور الرومانية والبيزنطية وآخرها كان العهد العثماني.
تحمل هذه المدينة كل مقومات الفِتنة، مع مناخ صيفي بارد ومناظر خلابة في كل الفصول. مع آثار سياحية ممتدة من متحف “آية صوفيا” وحتى قمة الجليد الشاهقة “بوز تابه”.
إزمير
يترافق جمال هذه المدينة التجارية مع سحر بحر إيجة المطل وسواحله، تعد هذه المدينة الأفضل لقضاء العطل والرحلات، واستكشاف المعالم السياحية والأثرية.
معارضها التجارية المتنوعة جعلت منها مقصدًا للتجار المحليين والأجانب. كما تعد من أكثر المدن التي يقصدها الطلاب من مختلف الجنسيات.
العاصمة أنقرة
تعتبر من أفضل المدن للإقامة والاستثمار، ففيها نجد وجه تركيا الحديث. معامل وصناعات متقدمة وملتقى التجار في وسطها التجاري الشهير.
كون هذه المدينة هي العاصمة السياسية لتركيا، فقد تواجد فيها الدبلوماسيين من مختلف الدول، ونشطت الحركة الاجتماعية والثقافية فيها، كما شكلت عقدة طرق من وإلى المدن التركية الأخرى.
وان ومدينة اسكي
هل أنت محبي الشتاء والرياضات الشتوية؟، في حال كنت كذلك ريما قد تفضل العيش في “وان” أو في “اسكي”، مدينتا الشتاء والثلج.
تعد “وان” سادس أكبر مدينة في تركيا ومن أقدم المدن المأهولة في السكان، كما أنّ تموضعها على طريق الحرير الشهير، جعلها ملتقى حضارات.
في الشتاء يرسم وجه هذه المدينة لوحة فنية من الثلوج التي تغطي محيطها وقلاعها وأديرتها، وتمتد هذه التحفة الربانية عبر مسافات طويلة لتصل حتى مركزها في بعض الأحيان، ويبلغ السحر أوج فتنته في بحيرتها.
أمّا في “اسكي” المدينة الممتزجة بالحداثة والفخامة العصرية وعراقة التاريخ في آن. هنا في هذه المدينة ستجد أن الجمال أيضا يمكن أن يكون سببًا مقنًعا لاختيارنا مدينة ما دونًا عن غيرها.
حيث تضاهي اسكي أجمل المدن الأوربيّة، بطبيعتها الخلاّقة ومنتجعاتها الشتوية الفاخرة وطبيعة الحياة الهانئة فيها.
تجربتي مع الحياة في تركيا و9 نصائح للعيش

من خلال استعراض أهم محطات تجربتي بالعيش في تركيا يهمني أن أقدم الفائدة للراغب بها، وها أنا أقدم تسع نصائح ممّا عاينت واختبرت. أحببت أن تكون مطّلعًا عليها.
- النصيحة الأولى
حاول أن تتعلم التركية قبل أن تستقر فيها. إنها الطريقة الأسرع لتسهيل عملية التواصل مع الأتراك والإستفادة من آفاق العمل التي تفتح لك بعد إتقانها.
- النصيحة الثانية
تسوق أكثر حاجياتك من السوق الشعبي الذي يقام في كل منطقة أسبوعيًّا، يذكر أنه في الفترة المسائية تخفّض أسعار بعض السلع.
- النصيحة الثالثة
ما بين الساعة العاشرة مساءً والسادسة صباحًا تخفّض تكلفة استهلاك الكهرباء إلى النصف. حاول تشغيل أجهزتك الكهربائية ذات الإستهلاك المرتفع في هذه الفترة.
- النصيحة الرابعة
يمكنك شراء الكثير من الأثاث وهو بحالة جيدة من سوق المستعمل، حيث من المعروف عن الأتراك أنهم يقومون ببيع أثاثهم نظرًا لأن تكلفة النقل توازي أحيانا التكلفة المترتبة على شرائه من جديد.
- النصيحة الخامسة
استفد من العروض والتخفيضات التي تقام بكثرة في تركيا، حيث اعتاد الأتراك على شراء ما يلزمهم بناءً على الفرض التي تقدمها العروض والتنزيلات، خاصة للألبسة والأدوات المنزلية.
- النصيحة السادسة
أجور التصليح مرتفعة للغاية في تركيا، لذا حاول إصلاح ما يمكن إصلاحه بنفسك، أو اختر الأدوات التي لها صلاحية كفالة.
- النصيحة السابعة
لا تتوانى لحظة عن مضاعفة دخلك الشهري، وقم بتطوير نفسك ومهارتك ما استطعت، فغاليا الحياة في تركيا لا تمطر ذهبًا، في حال لم تكن تملك مهنة أو خبرة، تعرف على السوق واكسر حاجز الرهبة، فكثير من الفرص هناك ولكن عليك بالبحث عنها.
- النصيحة الثامنة
إن اخترت أحد المدن الكبيرة مكانّا للإستقرار والعيش فيها، كاسطنبول أو غازي عنتاب، فعليك أن تضع في الحسبان مشكلة تأمين النقل، فقد يستغرق تأمين ذلك أحيانًا ساعات طويلة وأنت عالق في الزّحام.
- النصيحة التاسعة
يفضل الإبتعاد عن الأماكن المزدحمة والأحياء الشعبية البعيدة، لا تحمل مبالغ كبيرة في جيبك، في حال استطعت اختر العيش في المجمّعات السكنية التركية الآمنة.
أخيرا:
إن عملية اختيارنا للمكان الذي نود الإستقرار والعيش فيه، هي عملية مربكة ومضنية أحيانًا، فالكثير من التجارب تخص أصحابها. ولايمكن تعميم نتائجها.
تحكم بعض تجارب الحياة في تركيا الفشل الذريع في حين يكلّل غيرها بالنجاح، فالكثير من الظروف المحيطة تختلف من شخص لآخر.
إذًا من المهم معرفة ما يناسب خططنا وأهدافنا المستقبلية، وما هي المدن التي تحقق لنا ما نصبو إليه.
خطط وابحث، وأخيرًا، اختر صواب المكان مع تمَام الشغف.
قد يهمك أيضاً: